لهيب الصحراء - بيجاسوس [ 23 ]

 لهيب الصحراء - بيجاسوس [ 23 ]
محمد الساحلي
الخميس 13 أبريل 2023 - 21:30

رواية لهيب الصحراء هي حكاية عن مقاتل داعشي يراجع أفكاره خلال عملية بين ليبيا والمغرب حين يكتشف فساد أفكار داعش، وتحكم بعض الأنظمة العربية فيها. خلال رحلة أبي حفص عبر صحراء ليبيا، متوقفا في مخيمات تيندوف في الجزائر، يكتشف العلاقات السرية بين أمير داعش في ليبيا والمخابرات الجزائرية. يجد أبو حفص نفسه في مواجهة التناقضات التي يرزح تحتها الفكر الداعشي، وكيف أن القادة يصطادون الشباب مستغلين لحظات ضعفهم الإنسانية لملئ رؤوسهم بأفكار متطرفة وفاسدة. حين يقرر أبو حفص التخلي عن العملية والهروب من سجن أفكار داعش، يجد أمامه ضابطا من المخابرات الجزائرية لهما معا تاريخ مشترك، وعندها تبدأ المواجهة، ويشتعل اللهيب في الصحراء.

[ 23 ]

عبر الضابط مانويل بسرعة من بوابة المخابرات الاسبانية[1] في مدريد، أوقف سيارته في مكانها وخرج منها بخطوات سريعة داخلا إلى المبنى شبه الصامت، الذي ما يزال غير مكتظ في هذه الساعة المبكرة، فلقيه مساعده الشاب قبل أن يصل إلى السلالم الداخلية.

”آسف سيدي على إيقاظك مبكرا.“

”لم أكن قد نمت بعد،“ ابتسم الضابط مانويل ليطمئن مساعده. فهو يعرف أنه ما كان ليتصل به لو لم يكن الأمر ملحا. ”ما الأمر إذًا؟“

”الأمر متعلق بعملية حصار طروادة.“

توقف مانويل مستذكرا تفاصيل العملية، التي لا يعرف تفاصيلها الحقيقية سواه ومساعده ومدير جهاز المخابرات.

”التروجان[2] المزروع في كمبيوتر العقيد حسن الجزائري،“ قال المساعد وهو يفتح باب المكتب للضابط، ثم تابع. ”أتاح لنا اكتشاف كنز لا يقدر بثمن، إضافة إلى أمر آخر لم نعرف بعد تأثيره.“

جلس الضابط مانويل على مكتبه وأخذ مساعده من المكتب ملفا وأخرج منه ورقة قدمها لرئيسه.

”يا مريم العذراء.“ هتف الضابط وهو يعتدل في جلسته ويحملق في الملف المطبوع لأبي حفص. حملق مطولا في صورته التي يبدو فيها شابا صغيرا جدا، وعاد يمر على الأسطر التي تظهر كم كانوا يجهلون عن هذا المفجر الذي لم يعرفوا إليه من قبل سبيلا.

”الأمر الثاني،“ قال المساعد وهو يجلس، ”لاحظ حصان طروادة نشاطا مشبوها في الكمبيوتر. شخص ما تمكن من فتح الكمبيوتر وتصفح بعض الملفات، وكان يستعد لإرسال تلك الملفات بالبريد، ومنها ملف أبو حفص، قبل أن يتدخل البرنامج ويوهم نظام التشغيل بانقطاع الإنترنت.“

نهض المساعد من جديد وأخذ من الملف صورة كبيرة، ”قبل ذلك شغل البرنامج كاميرا الكمبيوتر والتقط صورة للمخترق.“ ومرر المساعد الصورة لمانويل.

”من هذه؟“

”إنها ايزابيل ديسكيار. ممرضة اسبانية متطوعة في مخيمات تندوف.“

”ماذا نعرف عنها؟“

”حسب بحثنا السابق قبل الموافقة على ذهابها إلى تندوف، لا شيء فوق العادة. شابة عادية متحمسة.“ ”أرسل تنبيها عنها لصديقنا عبد العزيز، وقم بتحريات أكثر عمقا،“ قال الضابط مانويل ثم حمل ملف أبي حفص من جديد وقال وهو يحك ذقنه، ”أما أنا فسأرى مع المدير ما يمكننا عمله للحصول على أبي حفص.“


[1] المركز الوطني للاستخبارات، C.N.I. تأسس سنة 2002 كخليفة للمركز الأعلى لمخابرات الدفاع الذي تأسس سنة 1977. تستهدف المخابرات الاسبانية دول شمال افريقيا وأمريكا الجنوبية، ومكاتبها تتواجد في حوالي 80 دولة. الهدف الأساسي للمركز هو تزويد الحكومة الإسبانية بكل المعلومات الضرورية لمنع وتجنب أي خطر يهدد استقلال أو سلامة إسبانيا ومصالحها الوطنية ومؤسساتها وسيادة القانون. الميزانية الرسمية المعتمدة لسنة 2017 بلغت 281 يورو، مع قابلية زيادتها من الصناديق الاحتياطية.

[2] برنامج الكتروني يتيح لزارعه السيطرة الكاملة على الجهاز (كمبيوتر أو هاتف) والتجسس على صاحبه.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...